-->
القرآن الكريم القرآن الكريم
أهداف سور القرآن الكريم

آخر الأخبار

أهداف سور القرآن الكريم
أهداف سور القرآن الكريم
جاري التحميل ...
أهداف سور القرآن الكريم

قال تعالي : { وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ }






  قال تعالي : { وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ }
  ( الأنعام:75 ) ..
  أولا: من أوجه الإعجاز العلمي في الآية الكريمة:
============================
  توجه هذه الآية الكريمة أنظار قارئيها إلي حقيقة أن الكون الذي نحيا في جزء ضئيل منه هو كون شاسع الاتساع, دقيق البناء, منضبط الحركات,       محكم إحكاما مبهرا في كل جزئية من جزئياته, وفي كل أمر من أموره. وكون هذه صفاته لا يمكن أن يكون قد أوجد ذاته بنفسه, ولا يمكن أن يكون    نتاج العشوائية أو الصدفة, بل لابد له من موحد عظيم له من صفات الألوهية والربوبية والوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه, ومن طلاقة القدرة,   وشمول العلم, وتمام الحكمة ما يتجلي في كل صغيرة وكبيرة من أجزاء هذا الكون.
  فكوننا مبني من نفس اللبنات وعلي نفس النظام: من الذرة إلي المجموعة الشمسية إلي المجرة, وإلي الكون كله مما يشهد لخالقه بالوحدانية المطلقة     بغير شريك, ولا شبيه, ولا منازع.
  وكل شيء في هذا الكون مبني في زوجية واضحة من اللبنات الأولية للمادة إلي الإنسان حتى يشهد لخالقه ـ تعالي ـ بالوحدانية المطلقة فوق جميع     خلقه بغير شريك, ولا شبيه, ولا منازع, ولا صاحبة ولا ولد.
  فهناك المادة وضدها ((Matterand Antimatter وهناك الطاقة الموجبة والسالبة علي مختلف أشكالها((Positive and negativeenergy   وهناك الذكر والأنثى في جميع المخلوقات من النبات والحيوان والإنسان.
  وهذه الزوجية السائدة في جميع المخلوقات تشهد لخالقها بالوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه, كما تشهد لجلاله بالتنزيه الكامل عن جميع صفات خلقه, لأنه ـ سبحانه وتعالي ـ هو خالق الكون كله فلابد وأن يكون فوق الكون بجميع مكوناته, وهو ـ تعالي ـ خالق كل من المكان والزمان فلا يحده أي     منهما, لأن المخلوق لا يحد خالقه أبدا, وهو ـ جل جلاله ـ فوق كل من المادة والطاقة لأنه هو مبدعهما, والمخلوق لا يشكل خالقه أبدا.
  وعلماء الفلك المعاصرون يقررون بأن كوننا الشاسع الاتساع, الدقيق البناء, المنضبط الحركات, المحكم في الجزئيات والكليات, لابد له من مرجعية   في خارجه(AREFERENCEPOINT), وهذه المرجعية العليا لابد وأن تكون مغايرة للكون بكل ما فيه ومن فيه مغايرة كاملة, فلا يحدها أي من أبعاد المكان أو الزمان, ولا يشكلها أي من صور المادة أو الطاقة, وكأنهم ينطقون بالحق الذي أنزله ربنا ـ تبارك وتعالي ـ عن ذاته العلية بقوله     العزيز:
  ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ ( الشوري:11).
  من هنا فإن في قول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ:
  ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ ﴾( الأنعام:75).
  يتضح لنا وجه من أوجه الإعجاز العلمي في كتاب الله يتلخص في ضرورة تعرف الإنسان علي الكون حتى يري فيه جانبا من جوانب عظمة خالقه,    ووجها من أوجه القدرة الإلهية المبدعة في الخلق, ويري فيه ضآلة وجود الإنسان أمام هذا الكون المتناهي في اتساعه, الدائب في حركته, والمنطلق    في جريه إلي نهاية لا يعلمها إلا مبدع الكون وخالق الكائنات.
  كذلك يري الإنسان في الكون حاجة كل الكائنات, وحاجة الكون كله إلي رعاية خالقه في كل لحظة من لحظات وجوده, وفي كل آن من آناء عمره.
  ويري الإنسان في استقرار قوانين الكون, وسيلة من وسائل تعرفه عليها, وهي من سنن الله الحاكمة لكل كائن, ومن ثم الانطلاق بتوظيف تلك السنن     في القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض بعمارتها, وإقامة شرع الله فيها, ولذلك نجد القرآن الكريم في عشرات من آياته يحض الناس حضا علي    إمعان النظر في الكون, ودراسته, والتفكير في بديع صنعه بأسلوب علمي منهجي سليم, والتأكيد علي أن ذلك من أيسر وسائل تعرف الإنسان علي    خالقه, وإدراك جانب من جوانب طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في كل أمر من أمور الكون والكائنات فيه, فيسجد الإنسان للخالق البارئ المصور سجود  العارف بربه, ويؤمن به إيمان من يراه في بديع صنعه في خلقه,
  وهذا الإيمان الفطري الذي مر به نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ من خلال تأمله في الكون من قبل أن يأتيه وحي السماء هو رسالة هذه الآية القرآنية الكريمة لكل قارئ أو سامع لها, وذلك لأن الإنسان في الإسلام مخلوق مكرم, خلقه الله ـ تعالي ـ بقدرته, ونفخ فيه من روحه, وعلمه من علمه, وفضله    علي كثير من خلقه, لأن الإنسان هو المخلوق المتميز بالعقل, وبالقدرة علي التفكير والبيان, وعلي اكتساب المعارف والمهارات
  وتعليمها لغيره, ومن ثم فهو المخلوق العاقل, المكلف, المسئول عن جميع تصرفاته, ومن قبيل الشكر علي هذه النعم استخدامها في التعرف علي    خالقه من خلال تأمل بديع صنع هذا الخالق العظيم في خلقه.
  ويؤكد القرآن الكريم ضرورة التعرف علي الكون من أجل التعرف علي حتمية وجود خالق عظيم, عليم, حكيم له من صفات الكمال, والجمال,     والجلال, ما أضفي من بديع خلقه
  ومن هنا كان الدرس الذي يجب أن يستقي من تعرف نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ علي ربه من خلال تأمله في الكون, من قبل أن يأتيه الوحي,
  وفي ذلك يقول الحق ـ تبارك وتعالي ـ وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين, فلما جن عليه الليل رأي كوكبا قال هذا    ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين, فلما رأي القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين, فلما رأي الشمس   بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال ياقوم إني بريء مما تشركون, إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من     المشركين, وحاجه قومه قال اتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون,     وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله مالم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون, الذين آمنوا ولم يلبسوا     إيمانهم بظلم..
 وهذا هو الدرس المستفاد من أحد المواقف
 المهمة في سيرة نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ والذي لم يرد له ذكر في كتب الأولين علي أهميته.
  ثانيا: من أوجه الإعجاز التاريخي في الآية الكريمة:
  ================================
  عاش نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ في حدود الألفية الثانية قبل الميلاد1861 ـ1686 ق.م
  وبعث خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ في حدود سنة 610 م, أي أن بين هذين النبيين الصالحين أكثر من ألفي عام, وعلي الرغم من ذلك فقد سجل القرآن الكريم أكثر من عشرين موقفا بارزا في حياة نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام, ولم يكن العرب في زمن الجاهلية أهل علم وتوثيق     وتدوين, علي الرغم من وجود آثار عديدة لنبي الله إبراهيم وابنه النبي إسماعيل ـ عليهما السلام ـ في الحرم المكي,
 ومن هنا فإن إيراد القرآن الكريم للعديد من الأحداث والمواقف الكبرى في حياة نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ ومنها تأمله في ملكوت السماوات   والأرض, وحواره مع كل من أبيه وقومه, وتحطيمه للأصنام, ومحاولة حرقه في النار ونجاته منها بإذن الله, ومحاورته للنمرود, والأمر بذبح ابنه   إسماعيل وفداء الله ـ تعالي ـ له بذبح إسماعيل, مما يعتبر جانبا من جوانب الإعجاز التاريخي في القرآن الكريم يشهد لهذا الكتاب العزيز بأنه لا يمكن   أن يكون صناعة بشرية, بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله, وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذات علية, في نفس لغة   وحيه اللغة العربية, وتعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقا حتى يبقي القرآن الكريم شاهدا علي الخلق أجمعين إلي يوم الدين, وحجة الله البالغة علي جميع   خلقه, التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
  فالحمد لله علي نعمة الإسلام والحمد الله علي نعمة القرآن, والحمد لله علي بعثة خير الأنام.. صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع    هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

عن الكاتب

Qurankariim

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

القرآن الكريم